Blog

سياسة التسعير | دليل شامل لاستراتيجيات مبتكرة لزيادة الربحية والحصة السوقية

سياسة التسعير

سياسة التسعير هي من أهم القرارات الاستراتيجية التي يجب اتخاذها عند طرح أي منتج أو خدمة في السوق. فالقدرة على وضع سياسة تسعير مدروسة تساهم في توفير قيمة حقيقية للمستهلك وتلبية احتياجات الشركة، وهو أمر لا غنى عنه. إذا كنت تبحث عن كيفية تحديد نقطة سعرية معقولة تضمن تنافسية العرض والربحية، فإن فهم العوامل المؤثرة على اختيار سياسة التسعير يشكل خطوة أساسية نحو تحقيق النجاح التجاري.

يُعرف التسعير بأنه العملية التي يتم من خلالها تحديد قيمة الخدمة أو المنتج بما يتناسب مع العروض المقدمة، بحيث يكون السعر مرضياً للعميل والشركة على حد سواء. في نهاية المطاف، يهدف كل عمل تجاري إلى تحقيق الأرباح، وهنا يتجلى دور التسعير كأداة رئيسية. فما هي أهمية التسعير؟ وما هي أهدافه واستراتيجياته وأنواعه المختلفة؟ سنتناول هذه الجوانب بالتفصيل أدناه.

في “جدوى المستقبل” نحن نؤمن بأن نجاح مشروعك يبدأ بدراسة جدوى ميدانية تُبنى على تحليلات واقعية وبيانات دقيقة. معنا، يتحول حلمك إلى واقع ملموس باستشارات احترافية وخطوات مدروسة تُقلل المخاطر وتضمن استدامة العوائد.

احصل استشارتك المجانية الآن واجعل مشروعك ينطلق بنجاح من خلال أسس متينة وتخطيط احترافي.

ما هي سياسة التسعير؟

سياسة التسعير تمثل النهج الذي تعتمد عليه الشركة لتحديد الأسعار التي يتم عرض بها الخدمات أو المنتجات في السوق. فهي أداة استراتيجية لها دور كبير في تحقيق الربحية، كما تمنح الشركة المرونة في تعديل الأسعار وفقاً لظروف السوق ومتطلبات العملاء. من المهم أن يبدأ المديرون بعملية تحديد الأسعار منذ مرحلة تطوير المنتج، إذ يساهم ذلك في تفادي طرح عروض غير قادرة على الحفاظ على هامش ربح مرضٍ.

من خلال تبني سياسات تسعير مدروسة ومنهجية، يمكن للشركة تحقيق عدة أهداف منها:

1) مواءمة التكاليف مع الأسعار المعروضة.

2) التخلص من المنتجات أو الخدمات غير المربحة.

3) تعزيز القدرة التنافسية في الأسواق المختلفة.

وتعتبر مهمة التسعير من أهم المهام التي يتولاها مديرو المالية والتسويق، حيث يؤثر السعر في نهاية المطاف على نجاح المنتج وربحيته.

الاعتبارات الأساسية في سياسة التسعير

عند وضع سياسة تسعير، تحتاج الشركة إلى مراعاة مجموعة من العوامل التي قد تختلف من شركة لأخرى بناءً على أهميتها وأولوياتها وأهدافها. من أهم هذه الاعتبارات:

  • المنافسة: يجب معرفة أسعار المنافسين وما يقدمونه من عروض، مما يساعد في تحديد موقع السعر المناسب في السوق.
  • أهداف الربح: تعتمد السياسة على تحقيق هدف ربحي معين، سواء كان ذلك بتزويد هامش الربح أو تزويد حجم المبيعات.
  • إجماليات المبيعات: يجب أخذ بعين الاعتبار أن السعر يؤثر على عدد المشترين ومقدار الشراء.
  • الصحة المالية للشركة: قد تؤثر الظروف المالية على اختيار الاستراتيجية، سواء كان الهدف الحفاظ على استمرارية العمل أو تحقيق إيرادات فورية.
  • المرونة: يجب أن تكون الأسعار مرنة، بحيث تكون قابلة للتعديل بسهولة لمواكبة التغيرات في السوق دون التأثير سلباً على الربحية.
  • التنظيم الحكومي: في بعض القطاعات، يتم فرض لوائح حكومية تقيد كيفية تسعير بعض الخدمات والسلع.
  • طريقة تعديل السعر: يعتمد البعض على برامج الأتمتة لتعديل الأسعار بناء على معطيات السوق.
  • مكان البيع: بحسب قنوات التوزيع، قد تختلف استراتيجيات التسعير؛ البيع بالتجزئة يختلف عن البيع بالجملة، البيع بالجملة قد يتطلب سياسة مختلفة عن البيع بالتجزئة.

أهداف سياسة التسعير

لا يقتصر دور سياسة التسعير على تحقيق الأرباح فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل تحقيق أهداف استراتيجية أخرى تسهم في استدامة الشركة وتوسيع حصتها السوقية. من أبرز هذه الأهداف:

تعاظم الأرباح: حيث يكون الهدف الأساسي للشركة هو تحقيق ربحية عالية على المدى القريب والبعيد.

استمرارية الشركة: تساعد السياسة الملائمة على ضمان بقاء الشركة واستقرار عملياتها لأطول فترة ممكنة.

الحد من المنافسة: قد تمنح الشركة ميزة تنافسية من خلال عرض أسعار يصعب على المنافسين مضاهاتها.

زيادة الحصة السوقية: تهدف بعض السياسات إلى جذب شريحة أكبر من العملاء لتعزيز مكانة الشركة وموقعها في السوق.

تحقيق إمكانية الوصول: تسعى الكثير من الشركات لتقديم منتجاتها بأسعار في متناول أكبر عدد ممكن من المستهلكين.

رضا المستهلك: يعتبر السعر المناسب عاملاً رئيسياً في تحقيق رضا العملاء وتعزيز ثقتهم في العلامة التجارية.

أنواع سياسة التسعير

تتعدد أنواع سياسات التسعير، ومن أهم هذه الأنواع :

التسعير على أساس التكلفة


وهذا النوع من السياسات يعتبر من أكثر الطرق تقليدية واعتماداً، حيث يتم احتساب السعر النهائي بناءً على تكلفة الإنتاج بالاضافة إلى نسبة ربح ثابتة. الصيغة الكلاسيكية لهذه الطريقة هي:

التكلفة + نسبة ربح ثابتة = سعر البيع

تتميز هذه الطريقة بالسهولة وبساطة التطبيق، إذ تعتمد على البيانات المالية المتوفرة لدى الشركة. ومع ذلك، فإنها لا تأخذ في الاعتبار عوامل السوق مثل المنافسة والطلب، مما قد يؤدي إلى أسعار غير متوافقة مع الواقع الحالي للسوق. نلاحظ أن هذه الطريقة قد تؤدي إلى تسعير منخفض في الأسواق القوية ومرتفع في الأسواق الضعيفة، مما يؤثر بالسلب على الربحية إذا لم يتم دمجها مع استراتيجيات أخرى.

التسعير على أساس القيمة

يرتكز هذا النهج على فهم القيمة المتصورة للمنتج أو الخدمة من قبل العميل، بدلاً من التركيز فقط على التكاليف الفعلية للإنتاج. يتم الطلب من المديرين التواصل مع العملاء والبحث لفهم مدى رؤيتهم، تقييمهم وتقديرهم للمنتج ومقارنته ببدائله في السوق. من خلال تقييم العيوب والمزايا الفريدة للمنتج، يتم وضع سعر يعكس القيمة الحقيقية المقدمة للمستهلك.

نصائح لتطبيق التسعير القائم على القيمة:

دراسة منتجات مماثلة وتحديد الأسعار التي يدفعها العملاء.

تقييم المميزات والفروقات التي تميز المنتج عن المنافسين.

وضع قيمة مالية لتلك الفروقات وإضافة المكاسب مع خصم أي نقاط سلبية.

التأكد من أن القيمة المضافة للعميل تفوق التكاليف التشغيلية.

التواصل الجيد والفعال مع العملاء لشرح سبب السعر وتأكيد القيمة المقدمة.

التسعير على أساس الطلب


يتركز هذا الأسلوب على تفضيلات العملاء وسلوكهم، حيث يتم تحديد السعر بناءً على مستوى الطلب المتوقع على الخدمة أو المنتج. يقوم المديرون باستخدام جداول الطلب لتقدير مستويات المبيعات والإيرادات المحتملة عند تغيير السعر. يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية بشكل كبير على استيعاب العوامل المؤثرة في الطلب ودقة تقديره، مثل الاتجاهات السوقية والظروف الاقتصادية .

من المهم في هذا السياق:

1. جمع بيانات دقيقة عن سلوك المستهلك.

2. استشارة خبراء الأسواق ومندوبي المبيعات لتقديم تقديرات مبنية على الواقع الفعلي.

3. تقييم تأثير التعديلات السعرية على مستويات الإنتاج والمبيعات.

التسعير على أساس المنافسة


في هذا النوع من السياسات، تُحدد الأسعار بناءً على تحليل دقيق لأسعار المنافسين في السوق. تبدأ الشركة بتحديد المنافسين المباشرين لها، ثم تقارن بين عيوب ومزايا منتجاتها ومنتجات الآخرين لتحديد السعر الأمثل. يمكن أن تختار الشركة وضع سعر أعلى لإيصال رسالة تفيد بأن المنتج ذو جودة فائقة، أو قد تعتمد على سعر أقل لجذب قاعدة عملاء أوسع.

على سبيل المثال، تُعرف بعض العلامات التجارية مثل Harley-Davidson باستخدامها لاستراتيجية تسعير مرتفع رغم وجود منافسين يقدمون منتجات مشابهة، مما يُعزز صورة المنتج كرمز للجودة والتميز، أيضاً شركة Apple للهواتف الذكية والإلكترونيات الاستهلاكية. إلا أن هذه الاستراتيجية تتطلب مراقبة مستمرة لتحركات المنافسين حتى لا تتأثر الحصة السوقية سلباً في حال حدوث تغييرات مفاجئة.

توصيات

ختاماً إن تطوير سياسة تسعير فعالة يتطلب دراسة متعمقة لعوامل عدة تشمل القيمة المتصورة من قبل العملاء، التكاليف، الطلب في السوق، واستراتيجيات المنافسين. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على المديرين تبني منهجية مرنة تسمح بتعديل الأسعار بسرعة لمواكبة التغيرات الاقتصادية والسوقية.

إذا كنت تسعى لتقوية وتعزيز استراتيجيات التسعير في عملك وتحتاج إلى دعم متخصص في مجالات التسويق بأشكاله المختلفة، فإن فريق “جدوى المستقبل” يقدم لك حلولاً متكاملة تساعدك في تحقيق أهدافك. تواصل معنا عبر وسائل التواصل أو منصاتنا الرقمية أو قم لتتعرف على خدماتنا الاحترافية.

أحدث المقالات:

موثق من طرف:

المركز السعودي للأعمال.


معروف.


اعتماد.

وزارة الاستثمار.

أفكار مشابهة

Shopping cart
Sign in

No account yet?

اطلب دراسة جدوى